كيف تزرع الحب والتعاون بين أولادك ؟
خلافات الأبناء
أمر شائع الحدوث , وهو أمر متوقع وطبيعي , ولا يثير القلق مادام في الحدود
الطبيعية , ولكنه قد يتحول إلى أمور غير مرغوبة , كالمشاعر السلبية , وقد تتحول
تلك المشاعر إلى الإيذاء , أو العداوة التي قد تستمر معهم في المستقبل , وهو ما
يخشاه الوالدان , ولهذا نجد السؤال المتكرر , كيف اربي اولادي ؟ بحيث أقوي رابطة
الحب والمودة والاحترام المتبادل والتعاون بينهم , وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في
السطور القادمة .
أسباب
الاختلاف بين الأبناء .
1ـ
التمييز بين الأبناء .
وقد يفضل الأبوين
أحد الأبناء على الآخرين , بسبب أنه الأكثر طاعة لهما , أو لتفوقه الدراسي , أو
لأنه أكثر نشاطاً , مما يثير مشاعر الغيرة لدى إخوته , والتي قد تتحول مع الوقت
الى مشاعر كراهية .
2ـ
شخصية الأخ المتسلط .
وتنتج بسبب قوة
شخصية هذا الأخ , وقد يرجع ذلك إلى كونه الأخ الأكبر , حيث يبدأ في التحكم في
الصغار, وإعطائهم الأوامر, والتسلط عليهم , مما يؤدي إلى الخلافات , وتوتر العلاقة
بينهم , وكثيراً ما يخطئ الآباء في عدم التدخل في هذا النوع من الخلافات ,وترك
الأمر للأطفال في حل مشاكلهم , ولكن الأصح هو أن يتدخلوا في الوقت المناسب , لمعرفة
أسباب الخلاف , وتوضيح الصواب والخطأ , والعمل على تقوية الرابطة بينهم .
3ـ
اختلاف الطباع .
فعادة قد لا يكون
للأبناء نفس الاهتمامات , أو الهوايات والميول , وأيضاً الاختلاف في طرق تعاملهم
مع الأمور المختلفة , مما قد يسبب بعض المشكلات بينهم .
4-
اختلاف المرحلة العمرية .
فمن الطبيعي أن
الأطفال في مراحل العمر المختلفة , ستكون لهم مهارات مختلفة , واهتمامات مختلفة , واحتياجات
مختلفة .
كيف
تقوي رابطة الحب بين أبنائك ؟
1ـ
لا تقارن بينهم .
إن أسوأ ما يفعله الآباء تجاه أطفالهم , هو
المقارنة بينهم , بهدف إثارة الحماسة للعمل والإنجاز لديهم , ولكن الحقيقة إن هذا
ما يثير الغيرة والحقد بينهم , وعلى الوالدين أن يعلموا أن هناك فروق فردية بين
الأبناء , وأنه من الطبيعي أن تكون لكل منهم شخصيته المستقلة .
2-
كلفهم بمهام مشتركة .
فالمهام المشتركة
حتى وإن كانت تحت قيادة الأخ الأكبر , تنمي لديهم صفة التعاون والعمل كفريق , وصفة
احترام جهود الآخرين , مع توجيههم باحترام الصغير للكبير , وعطف الكبير على الصغير
.
3ـ اللعب المشترك .
الألعاب الجماعية
بين الأطفال , تنمي الحب المتبادل بينهم , وتنمي المشاعر الإيجابية , ولا مانع أن
يشارك الأب والأم في اللعب معهم , وتعمد الخسارة أحياناً في الألعاب التنافسية ,
لإكساب الأطفال الثقة في أنفسهم .
4ـ فض
الخلاف واعتذار المخطئ .
احتفظ بهدوئك , وتدخل
في الوقت المناسب , وفض النزاع حتى لا تتفاقم الأمور , واطلب من المخطئ الاعتذار ,
وهذا لا يعني التدخل في كل خلاف , ولكن في الخلافات البسيطة دعهم يحلونها بأنفسهم
تحت ملاحظتك من بعيد .
5ـ
خصص وقتاً لكل طفل .
وكن مستمعاً جيداً
له , حتى يشعر كل منهم أنك حصن أمان بالنسبة له , واستغل الفرصة وحدثه عن أهمية الأخ
, وأنه سنده في الحياة المستقبلية .
6-
لا تنحاز .
انحيازك لأحد
الأطفال دون الآخر , مهما كان السبب , أو معاقبة الجميع وليس المذنب فقط , يزرع
الكراهية والعداوة بين أطفالك , فانتبه لهذا .
7ـ احترم خصوصية طفلك .
اجعل لطفلك مساحة
من الخصوصية , لا تدخل غرفته بدون استئذان ,لا تفتش أغراضه الشخصية كما أنه يعلمه
احترام خصوصية الآخرين , فذلك يقوي شخصيته وثقته بنفسه ,وهذا لا يعني إهمال متابعة
الطفل , ولكن اجعل متابعتك ومراقبتك له بشكل خفي , حتى تتمكن من التدخل بالشكل
المناسب , في الوقت المناسب .
8ـ
احترم مشاعر طفلك .
يجب أن تبدي
اهتماماً بالغاً بمشاعر طفلك , واحذر السخرية من مشاعره , بالرغم من أنه قد يشعر
بالسعادة أو الحزن أو القلق أو الخوف من أمور قد تبدو تافهة بالنسبة لك , إلا أنها
تكون بالغة الأهمية بالنسبة له , ووجه أطفالك الآخرين إلى احترام مشاعر أخيهم , وعدم
السخرية منها , ووجههم إلى مشاركته وجدانياً , والحرص على تقديم الدعم المعنوي له
.
9ـ ثقافة الاعتذار .
علم طفلك أن لا
يخجل من الاعتذار عند الخطأ , وأن الكبرياء والاعتزاز بالنفس والكرامة لا يتعارض
أبداً مع الاعتراف بالخطأ , والاعتذار عنه , وهنا يجب التنويه إلى أن ثقافة
الاعتذار تكتسب بالممارسة , وأن يمتلك الوالدين تلك الثقافة أولاً , فعندما يكون
هناك أب أو أم يرفض الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار عنه , لا نتوقع من الطفل أن يكتسب
سلوكاً مغايراً , ففاقد الشيء لا يعطيه .
10ـ
الشكر لمن يستحقه .
علم طفلك أن يتوجه
بعبارات الشكر والعرفان بالجميل , سواء بالعبارات أو بكتابة الرسائل لمن كان له
فضل عليه , سواء للوالدين أو الأخوة أو الأصدقاء أو المعلمين ,عودهم على التعبير عن
مشاعرهم الصادقة وألا يخجلوا منها , فلذلك وقع طيب على النفوس , وتقوية أواصر
المحبة والصحة النفسية للطفل .
11ـ
ثقافة السلام .
علم طفلك كيف يسلم
على الآخرين بطريقة صحيحة , تظهر الحب والود والاحترام , علمه كيف ينتقي العبارات
المناسبة للدلالة على ذلك , علمه الابتسام في وجوه الآخرين , وأن التبسم في وجه
أخيه صدقة , علمه أن القرابة الشديدة مع أفراد الأسرة لا تعني أن يفتر السلام
والود بينهم , علمه الترحيب بالضيوف والعناية بهم .
12ـ
العدل .
اعدلوا بين
أولادكم , وساووا بينهم في العطية , لا تميز بينهم ولو بقبلة ,اجعلهم يشعرون أنهم
محبوبون بنفس القدر , حتى لا تظهر بينهم مشاعر الغيرة والكراهية .
13-
الاجتماع الأسبوعي .
من الجميل تخصيص
يوم في الأسبوع للاجتماع العائلي , والأفضل أن يتم الاجتماع في شكل احتفالي , فدعهم
يخططون لبرنامج اليوم الأسبوعي , في ضوء الإمكانات المتاحة , ودعهم يقسمون الأدوار
فيما بينهم من أجل التجهيز والتنفيذ , فسيكون له الأثر الطيب في تقوية أواصر
المحبة بينهم .
14ـ
كن قدوة حسنة لهم .
حاول أن تتصف بكل
صفة حسنة تود أن تغرسها في طفلك , إذا أردت أن يكون طفلك صادقاً , فلا تكذب أنت ,
إذا أردت أن يكون كريماً , فلا تجعله يراك بخيلاً , إذا أردت أن يكون باراً بك , فكن
أنت باراً بوالديك , إذا أردت أن يحب أطفالك بعضهم , فاجعلهم يرون حبك لإخوتك , باختصار
كل خلق جميل تحب أن يتصفوا به طبقه على نفسك أولاً .
إرسال تعليق